You are currently viewing ما هو التصميم التعليمي؟
ما هو التصميم التعليمي
  • Post category:التصميم التعليمي
  • Post last modified:February 24, 2025
  • Reading time:زمن القراءة: 3 دقائق

التصميم التعليمي

هو عملية تصميم المنتجات والخبرات التعليمية بهدف اكتساب وتطبيق المعرفة والمهارات وفقاً لمباديء ونظريات التعليم والتعلّم.

تكون هذه المنتجات التعليمية بالصورة الرقمية  أو المادية وتتضمن الدورات التدريبية والكتيبات التعليمية والفيديوهات التعليمية والتعلّم باستخدام المحاكاة.

يقوم بهذه العملية شخص خبير يُدعى “المصمّم التعليمي” ويقوم بالعمل بشكل منهجي وفقاً لأحد نماذج أو نظريات التصميم التعليمي.

المكونات الأساسية لعملية التصميم التعليمي 

تتكون عملية التصميم التعليمي من ثلاث مكونات أساسية، هي:

  1. التحليل: للبحث عن الحاجات التعليمية والتدريبية لدى الأفراد بغرض تحديد أهداف التعلّم.
  2. الأنشطة التعليمية: يتم تصميمها وتطويرها بناءاً على أهداف التعلّم، وكذلك يتم تحديد أفضل الطرق والأوساط لإيصالها.
  3. التقييم: لتحديد نجاح التجربة التعليمية التي تم تقديمها.

نشأة التصميم التعليمي

تعود بدايات علم التصميم التعليمي إلى الحرب العالمية الثانية عندما تم تطوير عدد كبير من البرامج التدريبية لأفراد الجيش والاختبارات لتقييم أداء المتعلمين، وبعد نجاح التدريب العسكري، بدأ علماء النفس والتعليم في النظر إلى التدريب كنظام وقاموا بتطوير إجراءات مختلفة للتحليل والتصميم والتقييم.

أسهم العديد من العلماء في تطور التصميم التعليمي، ومن أشهرهم:

  •  سكنر: نشر نظريته الشهيرة في التعلّم “The Science of Learning and the Art of Teaching”
  •  بنجامين بلوم: طوّر “هرم الأهداف التعليمية” والذي ما زال يُعمل به حتى اليوم والمشهور بإسم “هرم بلوم“.
  • روبرت جانييه: نشر بحثاً بعنوان “The Conditions of Learning”، والذي وصف فيه المجالات الثلاث لنواتج التعلّم (الإدراكي ، العاطفي ، النفس حركي)، كما وصف فيه نواتج التعلّم الخمسة (المعلومات اللفظية، المهارات العقلية، الاستراتيجيات المعرفية، الاتجاهات، المهارات الحركية)، وأيضاً شرح فيه نظريته الشهيرة في التصميم التعليمي (أحداث جانييه التسعة للتعلّم).
  • ديفيد ميريل: وضع نظرية Component Display Theory CDT التي تركّز على طرق عرض المحتوى التعليمي.

تبع هؤلاء العلماء تزايد الاهتمام بمباديء علم النفس المعرفي، حيث ساهم ذلك بترسيخ مجال التصميم التعليمي وازدياد انتشاره في تسعينيات القرن الماضي، كما تنامى الاهتمام بجوانب “تطوير الأداء ودعم الأداء” وانتشر نمط التدريب المعتمد على الحاسوب Computer Based Training CBT في هذه الفترة أيضاً.

مع تطوّر وانتشار الإنترنت في بداية الألفية الثانية، بدأ مصطلح التعليم الإلكتروني eLearning بالظهور. كما بدأ ظهور أنظمة التعلّم الإلكتروني Learning Management System LMS وتم استخدامها كمحطة واحدة لإيصال التدريب وعمل التقييمات والحصول على التحليلات.

في الفترة ما بعد عام 2010 ، ومع انتشار أجهزة الحاسوب المحمول والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، انتشرت أنماط التعلّم الاجتماعي والمتنقل، كما ظهر نمط التعلّم المدمج الذي يجمع بين نمطي التعلّم (التقليدي والإلكتروني).

حالياً، يميل التوجه نحو عدم الاقتصار في التركيز على نواتج التعلّم وإنما على تجربة المستخدم التعليمية بأكملها مما دفع إلى ظهور مفهوم “تصميم التجربة التعليمية” والتي تعمل على تصميم تجارب تعليمية تتمحور حول المستخدم (الإنسان) وتوجهه نحو تحقيق الهدف التعليمي. 

مجالات عمل المصمم التعليمي

يُعدّ المصمّم التعليمي “مهندس” التجربة التعليمية و “مدير” عملية تصميم الأنظمة التعليمية، لذلك فإن المجالات التي تحتاج إلى وجود المصمّم التعليمي بين فريق عملها هي جميع المجالات التي تحتاج بأي شكل من الأشكال إلى إيصال التعليم أو التدريب إلى فئاتها المستهدفة. 

تشمل مجالات عمل المصمّم التعليمي:

  • التعليم المدرسي
  • التعليم الجامعي
  • قطاع الشركات والأعمال
  • المؤسسات الحكومية
  • المنظمات المحلية والدولية غير الربحية

مهام المصمم التعليمي

المصمّم التعليمي هو المسؤول عن عملية التصميم منذ بدايتها وحتى انتهائها، لذلك هنالك ثلاثة جوانب أساسية لعمل المصمّم التعليمي:

  • إدارة عملية التصميم: من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها المصمّم التعليمي هي “إدارة المشاريع”، وعادة يستخدم المصمّم التعليمي لهذا الغرض أحد نماذج التصميم التعليمي مثل ADDIE أو SAM.
  • الفهم العميق لنظريات التعلّم والتصميم: هذه النظريات ستكون الدافع الأساسي للعديد من اختيارات التصميم والتطوير للمحتوى التعليمي الذي سيتم إنتاجه.
  • استخدام الأدوات اللازمة: يجب على المصمّم التعليمي معرفة الأدوات التي سيحتاج إلى استخدامها لتصميم وتطوير المنتجات التعليمية، كما يحتاج إلى المتابعة المستمرة لأحدث الأدوات التي يتم تطويرها باستمرار في عالم التعليم والتكنولوجيا.

أشهر نماذج التصميم التعليمي

يوجد الكثير من نماذج التصميم التعليمي، من أشهرها:

  • نموذج آدي ADDIE
  • مخطط الأفعال لكاثي مور Cathy Moore’s Action Mapping
  • نموذج ديك وكاري Dick and Carey Model
  • نموذج كمب Kemp Design Model
  • مباديء ميريل في التصميم Merrill’s First Principles of Instruction
  • نموذج التقريب المتتالي  (SAM (Successive Approximation Model
  • التصميم السريع أو الرشيق Agile or rapid prototyping

مستقبل التصميم التعليمي

سيشهد مستقبل التصميم التعليمي تغييراً سريعاً ومستمراً نتيجة التطور السريع في البحث العلمي حول موضوعات التعليم وسلوك المتعلم والتكنولوجيا.

بالنسبة للمتعلّمين، فإن سلوكياتهم بالتأكيد تتغير وفقاً لتطورنا التكنولوجي المتسارع وقد لاحظنا ظهور تصنيفات وتسميات للأجيال الحالية مثل 

  • (1965 – 1980) جيل X
  • (1981- 1996) جيل الألفية Millennials
  • (1997 – 2012) جيل Z
  • (2013 – 2025) جيل ألفا

إن غالبية المتعلمين حالياً هم من جيل الألفية وجيل Z ، وقد بدأنا نلاحظ بالفعل الاختلافات السلوكية بين أفراد هذين الجيلين (ناهيك عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية) وقد أدى ذلك إلى اختلافات في أساليب التصميم التعليمي بين المجموعتين بسبب اختلاف سلوكيات التعلّم بينهما.

 فيما يخص التكنولوجيا، فإن التطور في مجالات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي سيؤدي بالتأكيد إلى تغييرات كبيرة في بيئة التعلّم والأدوات الرقمية وصولاً إلى أنظمة التصميم التعليمي، حيث أننا سوف نتحول من بناء الدورات التدريبية (أو المساقات التعليمية) إلى بناء التجارب التعليمية التي سوف تبنى وفقاً لمباديء تفريد التعليم والتعلّم التكيّفي بحيث أن التجربة التعليمية للوصول إلى هدف تعليمي معيّن سوف تكون مختلفة من فرد لآخر بناءاً على مستويات الأفراد وتفضيلاتهم. 

أخيراً

يؤدي التصميم التعليمي دوراً أساسياً في المؤسسات حيث أنه عملية ممنهجة لتصميم التجارب التعليمية أساسها البحث العلمي ونظريات التعلّم، وهذا يسهم في الحصول على فوائد عديدة تنعكس إيجاباً على كل من المؤسسة والمتعلّم.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه يوجد العديد من التحديات التي تواجه هذا المجال والعاملين فيه من المصمّمين التعليميين مثل: 

  • إتقان المهارات اللازمة للقيام بوظيفة المصمّم التعليمي مثل مهارات إدارة المشاريع والميزانية، البحث، نظريات التعلّم والتصميم، البرمجة، استخدام أدوات التصميم التعليمي.
  • متابعة أحدث التطورات في مجال التعليم والتعليم الإلكتروني والتكنولوجيا.
  • التغلّب على مشاكل التفاعل والدافعية لدى المتعلّمين