لكي تصبح طبيباً فإنك تحتاج إلى الدراسة ثم التدريب ثم اجتياز بعض الاختبارات، ولكي تصبح محامياً فإنك فتحتاج إلى الدراسة ثم التدريب وهكذا في أغلبية المهن يكون المسار واضحاً. لكن للأسف الحالة مختلفة عندما ترغب بأن تصبح مصمّماً تعليمياً فالمسار ليس واضحاً.
لقد قدمت الغالبية العظمى من المصمّمين التعليميين من مهنة التعليم، ويوجد القليل ممن انتقلوا إلى هذه المهنة من مجال التصميم الجرافيكي أو من مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجة، وليس سرّاً أن أساسيات التصميم التعليمي تنطلق من هذه المجالات الثلاث (إضافة إلى بعض المعارف الأخرى).
كيف تصبح مصمّماً تعليمياً؟
لتصبح مصمّماً تعليمياً فإنك على الأغلب سوف تختار أحد مسارين:
الدراسة النظامية: من خلال الانضمام إلى إحدى الجامعات التي تطرح برامج التصميم التعليمي على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا والتي غالباً ما تحمل مسميات أخرى في عالمنا العربي مثل تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني.
التعلّم الذاتي: من خلال البحث عن مصادر التعلّم المنتشرة (أغلبها عبر الإنترنت وباللغة الإنجليزية) والالتزام باستكمال تعلّم اساسيات التصميم التعليمي.
وبغض النظر عن الاختلافات بين هذين المسارين من حيث المدة والتكلفة والشهادة ومتطلبات سوق العمل، فإن كلاهما يجب أن يغطي مجموعة محددة من المعارف والمهارات التي تشكّل المسار التعليمي للمصمّم التعليمي.
وتتوزع هذه المعارف والمهارات على ثلاث فئات، هي:
أولاً: نماذج واستراتيجيات التصميم التعليمي
تعدّ هذه النماذج والاستراتيجيات من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها المصمّم التعليمي ويستخدمها يومياً أثناء عمله، وكل منها عبارة عن إطار عمل ذو خطوات محدّدة لعملية التصميم التعليمي. يوجد العديد من نماذج التصميم التعليمي، وأهمها:
- نموذج آدي ADDIE
- نموذج سام SAM
- أحداث جانييه التسعة للتعليم Gagne’s Nine Events of Instruction
- مخطط الإجراءات Action Mapping
ثانياً: نظريات التعلّم
لا بدّ للمصمّم التعليمي أن يمتلك المعرفة ببعض نظريات التعلّم والتعليم التي لها دور أساسي في قرارات التصميم التي يتخذها أثناء عمله اليومي، حيث أن الإلمام بهذه النظريات هو ما يميز المصمّم التعليمي عن المطوّر التعليمي الذي يعمل فقط مع الأدوات والبرمجيات لبناء المحتوى التعليمي الرقمي.
وأهم الموضوعات التي يمكن أن يتعلّمها المصمّم التعليمي في هذا المجال:
- نظريات التعلّم (السلوكية والبنائية والمعرفية)
- نظرية معالجة المعلومات المعرفية (كيف نتعلّم؟)
- نظريات تعليم الكبار
- نظرية بلوم والأهداف التعليمية
- تخطيط المناهج وتحليلها
- طرق التقويم والاختبار
- نموذج كيركباتريك للتقييم
- مبادئ ماير لتعلم الوسائط المتعددة
ثالثاً: الأدوات
لا يخفى على أحد أنه أصبح لدينا اليوم عدداً ضخماً جداً من الأدوات الرقمية التي نستخدمها في مجال التصميم التعليمي، لهذا سأكتفي هنا بذكر الأدوات الرئيسة فقط، ويمكنك بالتأكيد التوسع لاحقاً في البحث عن مصادر وأدوات إضافية. كما أنه من الجدير بالذكر أنه يمكنك البحث عن بدائل للأدوات المذكورة أدناه فهي على الأغلب ستصبح مسألة تفضيلات شخصية أو من الممكن أن تتحكم التكاليف باختياراتك، أو حتى أن تكون ملزماً باستخدام مجموعة الأدوات التي يعتمدها مكان عملك.
تصميم المحتوى الرقمي (التأليف الرقمي):
يكفي كبداية اختيار إحدى هذه الأدوات وإتقانها، ثم يمكنك لاحقاً التعرف على البقية.
- Articulate StoryLine (الأوسع انتشارا)
- Adobe Captivate
- Twine
- Adaptive
- iSpring Suite
تحرير الفيديو وتسجيل الشاشة:
- Camtasia : لتحرير الفيديو وإنشاء الفيديو التفاعلي، وتصدير الفيديو بصيغة SCORM.
- Snag-it : لتسجيل الشاشة.
- Vyond : لإنشاء فيديوهات تعليمية جذابة.
تحرير الصور والرسومات
- Adobe illustrator
- Adobe Photoshop
تسجيل ومتابعة أداء وبيانات المستخدم
- SCORM
- xAPI
تصميم مخطط القصة والنماذج الأولية
يمكنك اختيار أي من هذه الأدوات:
- MS PowerPoint : لتصميم مخطط القصة Storyboard
- Figma : لتصميم النماذج الأولية Prototype
- Adobe XD : لتصميم النماذج الأولية Prototype
أنظمة إدارة التعلّم (LMS’s)
يمكنك البدء بتعلّم أحد الأنظمة التي توفر خطة تجريبية مجانية للمستخدمين مثل: Moodle, Canvas، ثم يمكنك التعمّق لاحقاً في هذا المجال بحسب حاجتك وطبيعة المجال الذي ستعمل به.
لغات البرمجة (اختيارية)
تعلّم لغات البرمجة ليس أساسياً في عمل المصمّم التعليمي، ولكنه يسهم برفع مستواه وقيمته بشكل كبير في سوق العمل.
- HTML
- CSS
- Java Script
ماذا بعد ذلك؟
إن تعلّم جميع هذه الموضوعات وإتقانها هو فقط بداية الطريق لمهنة وقودها المتابعة والتعلّم الذاتي والممارسة العملية، لذلك لتصبح مصمّماً تعليمياً نلجحاً عليك بمواصلة مسيرتك المهنية وتطويرها باستمرار وذلك من خلال:
- متابعة أحدث اتجاهات التصميم التعليمي والتعليم الإلكتروني من خلال متابعة المدونات وقنوات اليوتيوب والخبراء في هذا المجال.
- البحث عن فرصة للتدريب العملي من خلال الممارسة الذاتية أو حتى التطوع إن أمكن.
- بناء موقع لعرض أعمالك (Portfolio)
- بناء شبكة من العلاقات المهنية التي ستفيدك بالتأكيد في تطورك المهني والوظيفي.
